وعندما نقرأ عن قصة حرب التيارات بينهما فإننا نبدأ بالتعاطف مع العالم تسلا ونشعر بالحقدعلى اديسون .. ونخرج من القصة بالتالي:
- اديسون جشع ومتكبر ومتعالي
- تسلا ذكي ولطيف وغير محب للمال
في الحقيقة ، ذلك استنتاج قاصر ، فالعالم اديسون كان مهندساً ورائد أعمال بنفس الوقت ،يحكمه المال والمنطق ، كان يفكر كالمهندسين حينما يبتكر ويجرب، وعندما ينتج منتجاته يرمي خوذة المهندس ويلبس ربطة عنق رجل الأعمال الذي لا يحكمه الخيال بل المادة والاقتصاد
بينما تسلا كان حالماً جداً ، كان يلبس خوذته حتى وهو نائم ، لا يرى سوى بعين العلم والخيال،كان سابقاً في علمه ، ذو خيال متقد ، وعاطفة كبيرة ، كانت عاطفته تمنعه من استغلال افكاره وتحويلها الى مكاسب ، كان يستطيع ان يجلب رؤوس الأموال اليه ، لكنه بعد ذلك يخيف كل مستثمر معه بسبب خياله الطاغي وعدم تفكيره في النتيجة القادمة.
كذلك الكثير من الشباب المتقد الحماس الذين يتواصلون معي، تجد احدهم به من الحماس الكبير ،ولكن لا يستطيع ان يوزن الأمور ، فهو اما حالماً في افكاره ، او متعطشاً للنتائج دون ان يعمل الكثير .
ان اديسون هو الشخص الذي يجب ان يقتدي به كل مهندس في طريقة تفكيره ، فهو يوازن بين العلم والمال ، ويعرف متى يجمح خياله.
في الاخير ، كلنا نتمنى ان نكون سباقين في افكارنا، وذوي اخيلة (جمع خيال)عميقة، الا اننا لانريد ان نوصف بالجنون ، فلا نموت بعد كل هذا وهذا نتوهم العشق في حمامة كما فعل تسلا ، بل نبني لمستقبلنا ونرى انجازاتنا واقعاً مبنياً وصرحاً مشيداً كما هي شركة جنرال الكتريك التي أسسها اديسون قبل حوالي 200 سنة.
اخيرا يجب ان تدرك ان ما بين العبقرية والجنون سوى شعرة، فلا تحلقها 😄
بقلم فهد رفاعي
اضغط هنا