باب في تصنيف المدراء

19 نوفمبر 2022
Fahad Rafai
باب في تصنيف المدراء

باب في تصنيف المدراء


بعد اكثر من عشرين عاماً مهنية اعتقد انه اصبحت لدي القدرة على تصنيف المدراء او الرؤساء او المشرفين سمهم ماتحب ، لكن اياك ان تطلق عليهم لقب قائد ..


- يلتزم بعضهم التزاماً حرفياً بما يمليه عليه من فوقه ، ونادراً مايعارض حتى وان كان لديه افكاره الخاصة التي قد تطور العمل. واختصرها بعبارة شهيرة يؤمن بها هذا النوع وهي (امنظام نظام) !



- وهناك من سمته الافتقاد لعنصر المفاجأة والابهار في طريقة عمله، بمعنى، انه طوال عمله لم يجعل مرؤوسيه ينبهرون من طريقة تفكيره في حل مشكلة او تسهيل مهمة، وسبب ذلك انه لا يلبس قبعة سوى قبعة اللوائح

والأنظمة الجامدة.


- وهذا بمجرد جلوسه على الكرسي ينغمس بالحبر والورق ، تكاد ان تمر الأسابيع دون ان تشعر بوجوده، وهذا اشبهه بآلة مكتبية من نوع فاخر ، تجيد هذه الآلة طباعة الحرف والكلام ونقش التوقيع بسنون الأقلام.



- وهناك الذي يأتي وكله "آذان" ، ستقول لي : جميل ان يكون مصغياً ومستمعاً اكثر من مملياً كثير الكلام، اقول لك ياصاح: فهمتني غلط، فهو لا يسمع الا من آحاد وأفراد، و بسمعه من هؤلاء الآحاد يحكم على بقية العشرات.


- والبعض ياصاحب، يكون جاهزاً بأحكام معلبة و مغلفة تغليفاً محكماً على من يعمل معهم، ووجد هذه الاحكام في درج من سبقه، فيعيد ماضٍ كان مرجواً ان يبقى في ذاكرة النسيان ، عندها ياصديقي انصحك بالنسيان لوحدك ، وان تقرأ ماكتبته أحلام مستغانمي في كتابها " نسيان com” حيث قالت محرضة النساء :


"أحبّيه كما لم تحبّ امرأة و انسيه كما ينسى الرجال”


هيهات ان ينسى الرجال في المجتمع الوظيفي يا سيدة أحلام


- البعض منهم حبوباً صاحب ابتسامة عريضة ، مهذباً اجتماعياً ودوداً ، وهذا مايفضله الكثير ، لكنه مملاً مملاً مملاً، نقاشاته مملة ، افكاره قديمة، اسلوب ادارته عفى عليه الزمان. وهذا طاردٌ بطبعه لكل موظف جاد متحمس لديه افكاراً تطويرية ايفونية ، كيف لا وصديقنا لازال نوكيَ الفكر واريكسوني الخيال !


*نوكي = نسبة لجوالات نوكيا

*اريكسوني = نسبة لجوالات اريكسون

ايفوني = ايفون


- اما بعضهم، فهو قد تنقل في المناصب من درك اسفلها الى ان وصل اعلاها بجهده وتميزه وجديته العملية ، فحاز على رضا من يعلوه فأعلاه معه. جميل جميل ، مهلاً ! لم اكمل بعد ..

بعد ان نال مبتغاه وتولى ولايته وخطب خطبته وانشد قصيدته ، وصفق له الجميع وهتفوا صياحاً "هي هي هي " هذه حقيقة ليس ضمير اشير فيه الى أنثى بل قصدت أن احاكي الهتافات التي تطلق تشجيعاً ونفاقاً !

نعم ، هذا من محبي المنافقين، يوظفهم ويجعلهم يحيطون به من كل الجهات ، حتى انه لا يرى ولا يسمع الا منهم ، واترك لك ياصديقي ولخيالك الواسع .. كيف هي نتيجة ادارته .


- وهناك صنفٌ نادرٌ جداً، مستقيم في كل شيء الا في انسانيته مع مرؤوسيه، فهو يراهم لا شيء مهما قدموا ، ان بادر احدهم بفكرة ، كسر مجدافه وجعله يغرق في مكانه. وان تقرب منه احدهم ناله مايناله منه بسوء ظن وشك وريبة. مثل هذا يهلك نفسه ويهلك من حوله، فلا عملاً ينجزه على متمه، ولا موقعاً يستطيع الاستمرار فيه إلى نهاية حده.


- اما بعضهم ، فهو من نال موقعه رغماً عن المنظومة التي يعمل بها ، اما انه مفروضاً عليهم او ان كفاءته لا يمكن ان يردها أحد، فهو ناجحٌ في عمل سابق ، وناجحاً فيما هو فيه الآن ، يحبه الأكثرية، ويبغضه البعض من بغض مرؤوسيهم له. مثل هذا الناجح ، يتم محاربته ، او تنحيته او تقليص مهامه حتى لا يسبب عدوى لبقية المنظومة ويصبح الجميع مثله، فيفهم هو ، فينصرف الى غيرهم معتذراً ومودعاً.